ما هو مفهوم القيمة التسويقية للاعب كرة القدم شرح القيمة التسويقية ؟

 كثيراً ما نسمع أن قيمة لاعب كرة القدم  100 مليون يورو أو 50 مليون يورو أو أقل من ذلك أو أكثر ، و لذلك يتبادر إلى ذهننا تساؤل عن ماهية القيمة التسويقية للاعب ، أو ما مقدار ما يساوي اللاعب من ثمن ، في هذا المقال سنتعرف على مفهوم القيمة التسويقية للاعب كرة القدم ،  و كيف يتم تحديدها ؟ وما هي العوامل التي تؤثر عليها ؟

_ القيمة التسويقية للاعب كرة القدم:  (تعريف)

هي القيمة المقدرة للاعب كرة القدم مالياً عند عرضه في السوق الحرة ، اي كم تساوي قيمة اللاعب في حال تم عرضه للبيع. 

وتختلف القيمة التسويقية عن مقدار رسوم الانتقال فرسوم الانتقال يمكن أن تكون مساوية أو أعلى أو أقل من قيمة اللاعب التسويقية تبعاً لظروف معينة. 

مثال للتوضيح: 

أن القيمة التسويقية للاعب مانشستر سيتي إيرلينج هالاند هي 170 مليون يورو حسب موقع ترانسفيرماركت ولكن مانشستر سيتي دفع 60 ميلون يورو رسوم إنتقال إلى نادي دورتموند فقط للتعاقد مع هالاند. 

_ العوامل المؤثرة على القيمة التسويقية

هناك العديد من العوامل التي تؤثر على قيمة اللاعب التسويقية والتي من شأنها رفع أو خفض قيمته التسويقية ، ولكنها في الوقت نفسه ليست معيار ثابت بل إنها مجموعة عوامل متغيرة باستمرار ، ويجب تحديث بياناتها دوما للحصول على أفضل تقيم لقيمة لاعب كرة القدم.  

1_ العمر

يلعب عمر الاعب دوراً مهماً في تحديد قيمته التسويقية ، و بالتأكيد أن اللاعبين الشباب هم أعلى قيمة تسويقية من الذين على مشارف الاعتزال ، حيث أن اللاعب الشاب هو استثمار للمستقبل و اماكنية تطوره كبيرة جدا ، حتى أنه يمكن الاستفادة من بيعه مستقبلاً ، على عكس اللاعبين الذين تجاوزوا سن 30 فيكونوا على مشارف نهاية مسيرتهم ومن الصعب الاستفادة من بيعهم مستقبلاً ، من الأمثلة على ذلك لاعب تشيلسي الأرجنتيني انزو فرينانديز الذي انتقل في سوق الانتقالات الشتوية الماضية مقابل 120 مليون يورو وحل محل لاعب الوسط جورجينهو الذي انتقل إلى أرسنال برسوم انتقال منخفضة جداً. 

طبعاً ليس جميع اللاعبين الشباب هم أعلى قيمة تسويقية من المخضرمين حيث أنه تبقى بعض المخاطرة في الاستثمار باللاعبين الشباب على عكس اللاعبين الكبار في السن الذين يملكون الخبرة و تعتبر المخاطرة معهم منخفضة ، ولكن بشكل عام الاتجاه حالياً هو في الاستثمار باللاعبين الواعدين. 

2_ مركز اللاعب 

هنالك مقولة شهيرة أن كرة القدم هي أهداف ولذلك تكون أسعار المهاجمين وصناع اللعب والأجنحة أعلى بكثير من غيرها من المراكز في الملعب مثل الحراس و المدافعين ، طبعاً هذا ليس عدلا لكنه الواقع و الأندية تدفع أموالاً طائلة مقابل المهاجمين مثل إنتقال غاريث بيل الى ريال مدريد صيف 2013 مقابل 100 مليون يورو ، و يمكن أن تصل  القيمة التسويقية للمهاجمين إلى ضعف اللاعبين في باقي المراكز ، مثلا كليان مبابي لديه قيمة تسويقية تقدر ب 180 مليون يورو في حين أن أعلى قيمة تسويقية لمدافع لا تتعدى ال 90 مليون يورو. 

«تعرف على أفضل 10 مهاجمين في العالم من هنا»

3_ جنسية اللاعب

في الوقت الحالي تلعب جنسية اللاعب دوراً كبيراً في رفع قيمة اللاعب التسويقية ،  فاللاعبون البرازيليون لديهم قيمة تسويقية عالية ، في حين أن اللاعب الافريقي قيمته دائما أقل ، ومن أكثر اللاعبين استفادة من جنسيتهم هم اللاعبون الإنكليز فهم حالياً أعلى اللاعبين قيمة تسويقية ، و للتوضيح سنضرب مثالا عن لاعبين من نفس المواصفات و لكن بجنسيتين مختلفتين، أولا اللاعب الإنكليزي ديكلان رايس لاعب وسط نادي ويست هام ومنتخب انكلترا لديه قيمة تسويقية تقدر ب 120 مليون يورو في حين أن اللاعب الإسباني رودري لاعب مانشستر سيتي يقدر ب 60 مليون يورو. 

4_ انجازات اللاعب

ترفع إنجازات الاعب قيمته التسويقية بشكل كبير ، فكلما حقق اللاعب ألقاب فردية و جماعية زادت قيمته ، و هذا يعود إلى أن الفوز بالجوائز يكسب اللاعب خبرة و  يلفت الأنظار إليه بشكل أكبر ، مثال برشلونة دفع 45 مليون يورو مقابل الحصول على خدمات روبرت ليفاندوفسكي الذي يبلغ من العمر 34 ، طبعاً ما رفع قيمة رسوم الانتقال هي إنجازات ليفا وكونه حقق الكثير من البطولات المحلية و العالمية و كان هدافا فيها. 

5_ اللعب في مستوى عال

يعد اللاعبين الذين ينشطون في الدوريات الخمسة الكبرى أعلى قيمة تسويقية من غيرهم ، وذلك لأنهم يلعبون على أعلى مستوى ، وفي رتم سريع وينافسون أفضل الفرق واللاعبين ، كما يفيد التألق في البطولات العالمية مثل اليورو و كأس العالم في رفع القيمة التسويقية بشكل رهيب حتى لو لم يكن اللاعب يلعب في الدوريات الخمسة الكبرى ، ونعود إلى مثال انزو فرينانديز الذي تألق بشكل كبير مع منتخب بلاده في كأس العالم في قطر حصد جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة ، فارتفعت قيمته التسويقية بشكل كبير. 

6_ قابلية الإصابة

عند تحديد القيمة التسويقية للاعب ما ينظر مبدئيا إلى التاريخ الطبي للاعب ، و قابلية اللاعب للإصابة ، فإذا كان اللاعب لديه تاريخ طويل من الاصابات فهذا سوف يخفض من قيمته التسويقية ،  على عكس اللاعبين الذين يتمتعون بقوة بدنية ولياقة عالية تمكنهم من اللعب بشكل مستمر وعلى أعلى مستوى طوال الموسم  ، حيث أن الأندية لا تفضل الاستثمار في اللاعبين الأكثر عرضة للإصابات حتى ولو تفوقوا فنيا ومهاريا على أقرانهم ، مثال القيمة التسويقية ل اللاعب البلجيكي أدين هازارد انخفضت بشكل مخيف من 150 مليون يورو 2019 إلى أقل من 10 مليون يورو 2023 و ذلك بسبب كثرة اصاباته و قلة مشاركته مع النادي. 

7_ شعبية اللاعب و تأثيره

يتميز اللاعبون ذوو الشعبية الجماهيرية الجارفة بقيمة تسويقية عالية ، وذلك بسبب مكانتهم بين الجمهور ، وقوة علامتهم التجارية ، و جذبهم الرعاة والمستثمرين وحتى الحضور الجماهيري في الملعب ، مثل ليونيل ميسي و كريستيانو رونالدو و نيمار الذين يمتلكون قيمة تسويقية مرتفعة على الرغم من قرب اعتزالهم و لعبهم في دوريات ذات مستوى أقل. 

8_ عروض الطلب في السوق

أن احتياج الأندية بشكل كبير لنوع معين من اللاعبين يرفع من قيمتهم التسويقية ، مثلا بعد نجاح تجربة فان دايك مع ليفربول و تطويره لمستوى خط الدفاع ، زاد الطلب على مدافعين من نوعية فان دايك ولذلك ارتفعت القيمة التسويقية للمدافعين ، حتى وصلت رسوم إنتقال المدافعين إلى 90 و 80 مليون يورو مثل إنتقال ماغواير إلى اليونايتد و لوكاس هيرنانديز إلى بايرن ميونيخ. 

9_ الحالة المالية و الأزمات المفاجئة

تلعب الحالة المالية للأندية دورا في القيمة التسويقية ، من غير الممكن أن تكون قيمة اي لاعب مهما كانت مواصفاته و جودته حالياً 300 مليون يورو و ذلك بسبب الحالة الاقتصادية للأندية ، ولكن من الممكن في المستقبل الوصول إلى مثل هذه الأرقام ، خصوصاً مع تزايد الاستثمار في عالم كرة القدم ، كما أثرت الجائحة العالمية لفيروس كورونا على القيم التسويقية للاعبين و على القدرة الشرائية للأندية على حد سواء. 

10_ دقائق اللعب مع النادي

يميل اللاعبون الذين يلعبون دقائق أكثر و مباريات أكثر بشكل مستمر إلى الحصول على قيمة تسويقية مرتفعة ، على عكس اللاعبين الذين يجلسون أغلب فترات الموسم على مقاعد البدلاء ، حيث أنهم يفتقدون للإيقاع و الرتم ومجاراة اللاعبين الأساسيين. 

أخيراً ، و كما قلنا في بداية المقال أن القيمة التسويقية للاعب ليست علما ثابتاً ، بل يمكن أن يتغير تبعاً لظروف معينة ، و توجهات خارجية ، لا يتحكم بها لاعب كرة القدم.